ثريا العريض: مقال

ثريا العريض
!لحظات التناقض

هل سمعت أحدهم يصفه الآخرون بأنه " غريب الأطوار! " ؟؟تسألهم التوضيح فيقولون: إنه يناقض نفسه بين لحظة وأخرى!هي حالات نمر بها: يوم لك ويوم عليك.هل تعرف أحدا لا يناقض نفسه في تصرفاته بين حالة وأخرى؟*ما الذي يجعلنا نتناقض بين اللحظات؟؟هل يدرك كل أحد منا تناقضاته بين اللحظات؟؟ ما الذي يجعلنا نكره أو نحب ؟أهو ما يفعله الآخرون تجاهنا عمدا أو حتى دون قصد.. ويسبب لنا ضيقا أو إزعاجا؟أم إن ما لا يفعلون تجاهنا كأن لا يحسوا برغباتنا ومشاعرنا أو لا يستجيبوا لابتسامتنا أو رغبتنا في التقارب هو ما يسبب لنا أحاسيس عدم الرضى عنهم؟*هل استغربت أن دمعة تتسلل إلى عينيك وأنت تعايش خيالا يستثيرك؟؟ تقرأ قصة أو قصيدة أو تشاهد فيلما أو مسرحية تمثل وكأنك تعايش أحداثها وآلام أبطالها بنفسك؟ ثم لا يحركك ولا تستغرب تماديك أن تضرب ابنك أو زوجتك أو أخاك ثم لا تبالي بألمهم؟*لو سمعت على غفلة صوتا من وراء ستار يوصل إليك بصراخه أو نشيجه أو نهنهاته أن هناك شخصا يتعذب جسدا أو روحا فبماذا تحس؟هل تغالبك الرغبة أن تخترق الجدار لتصل إليه ؟هل ترى دافعك مجرد فضول طفولي؟هل شعورك استجابة لاستنفار يحركك لتفعل شيئا ما ؟ يستثير فيك نخوة الشهامة أو أريحية الإنسانية؟هل تستجيب لاستنفار المجهول أم تقرر أن الأمر لا يعنيك ؟ أن ليس من العقل أن تعرض سلامتك لخطر الدخول في المجهول؟*و لو كان ذاك الصوت صوت إنسان معروف لديك يعز عليك , فهل كنت ستغامر لتصل إليه وتمد له يد العون؟و لو كان صوت إنسان تعرفه وتكرهه لسبب ما فهل ستستجيب أيضا أم ستتركه شامتا راضيا؟ هل أنت شخص واحد هو ذاته في تفاعلاته مع كل الآخرين ؟؟ هل أنت نفسك في جميع حالاتك؟ *أم إن كلا منا كائن متعدد ذو خاصية الانفعال بطرق متعددة مع الناس المختلفين؟أم هي الظروف المختلفة تتفاعل مع فردية كل منا فتطوعه ليتفاعل بصورة مختلفة بين اللحظة والأخرى؟*سؤال جوهري لمن يشاء الإجابة:لو كنت مسؤولا في سلطة ما: فما هي الحالة التي تسيطر عليك في تعاملك مع " المتجاوزين": هل ترق عند المعاناة لأنك إنسان يتعاطف مع إنسان يعاني؟ أم تغضي عن الحنو مكتفيا بحزم موقعك كممثل للسلطة؟